تونس، 2 يونيو 2015
قام مَجْمَع ليبيا للدراسات المتقدمة ومؤسسة (روري بيك) بتنظيم سلسلة من حلقات العمل المكثفة للصحفيين المستقلين الليبيين. وقد تَوَاصَلَ البرنامج التدريبي المُشَار إليه على مدى ستة أيام، وحضره ثلاثة عشر صحفيًّا من مختلف مناطق ليبيا تم اختيارهم من بين قرابة مئة من المتقدمين للدورة. ويُعَد الصحفيون المستقلون من أكثر الصحفيين شجاعة وأكثرهم عُرضة لمخاطر مهنة المتاعب؛ حيث يُعرّضون حياتهم للخطر الشديد بالعمل في مناطق النزاع آخذين على عاتقهم نقل الأخبار الحية من موقع الحدث دون أي دعم يُذْكَر من المؤسسات الإخبارية الكبرى، ويعودون دائماً بالسبق الصحفي والتغطية الإخبارية التي لا غنى عنها لجمهور القراء والمشاهدين والمستمعين للوقوف على أحدث المستجدات العالمية ومتابعة الأحداث الجارية أولا بأول.
ويكمن الهدف من حلقات العمل، التي أُقيمت برعاية ودعم من الأمم المتحدة، في تعريف الصحفيين المستقلين بالمعايير والممارسات المهنية الدولية. وقد قام المنظمون باستضافة رواد الصحافة المستقلة بكافة تخصصاتها المسموعة والمقروءة والمرئية، بالإضافة إلى المصورين الصحفيين ومخرجي الأفلام الوثائقية، لإدارة ورش العمل.
وقد أدلت السيدة هدى أبو زيد، المسؤولة عن تنظيم البرنامج والقوة المحركة لهذه المبادرة، بتصريحٍ صحفي جاء فيه: “لقد كان هدفنا من تنظيم هذه السلسلة من حلقات العمل المكثفة هو مساعدة المتدربين على الارتقاء بالمهارات الصحفية المتعلقة بإعداد التقارير الإخبارية، والتغطية الصحفية للأحداث المختلفة، وزيادة وعي المشاركين في كيفية التصرف في المواقف التي تتعرض فيها سلامتهم الشخصية للمخاطر خصوصاً خلال تغطيتهم للأحداث في المناطق الساخنة.” واستطردت قائلة: ” نشعر بالارتياح العميق لنتائج الدورة. فمن خلال حلقات العمل، اطلع المشاركون على أحدث أساليب العمل الصحفي، وآفاق زيادة وسائل العمل، وسُبل تطوير القدرات الحرفية الشخصية المطلوبة للمهام الصحفية ذات المغزى. ومن خلال البرنامج التدريبي الذي استمر على مدى ستة أيام، أُتِيحَت الفرصة للمشاركين الثلاثة عشر لتكوين علاقات مهنية قوية من شأنها أن تُسهم بشكلٍ إيجابي في تبادل الخبرات وصقل المهارات اللازمة لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية في المستقبل.
وتناولت جلسات النقاش والتدريب طائفة متنوعة من المواضيع التي تهدف إلى مساعدة الصحفيين العاملين بشكلٍ حر على تحقيق الاستمرارية والاستدامة الوظيفية في مجال التغطية الصحفية المستقلة، مع تسليط الضوء على ضرورة التحلي بأخلاقيات المهنة جنباً إلى جنب مع اكتساب المهارات التطبيقية، بما في ذلك مهارة الوصول إلى القصص الإخبارية ونقلها، والحصول على التكليفات الصحفية من المؤسسات الإعلامية، وإبرام العقود الصحفية ذات الصلة، وتوطيد السمعة المهنية والتجارية، وتخطيط المهام، وبناء العلامة التجارية والتسويقية
وأدارَ حلقات النقاش والتدريب كوكبة من المهنيين الحائزين على العديد من الجوائز العالمية في مجال العمل الصحفي، من بينهم الصحفية والمحررة (ريما مروش) التي تعمل بشكلٍ حر، والصحفي المحنك (بول إيدل) والذي يعمل في كل من قناة الجزيرة الإنجليزية ووكالة رويترز للأنباء، كما ضمت حلقات العمل نخبة من خبراء المهنة حيث كان من بين المتحدثين المخرج وصانع الأفلام الوثائقية والمصور الفرنسي – من أصل جزائري – السيد (ماني).
كما أدلى سعادة الدكتور عارف النايض، وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مَجْمَع ليبيا للدراسات المتقدمة، بتصريح صحفي ذكر فيه أن “الصحافة تعد مسألة حيوية لمستقبل الدول العربية الخارجة لتوِّها من عقود من تكميم الأفواه في ظل أنظمة مستبدة.” واستطرد قائلاً: ” الصحافة مسألة حيوية خاصةً بالنسبة لليبيا التي تمر بأوقاتٍ عصيبة وظروف كارثية. لذا نجد أنفسنا اليوم في أمسّ الحاجة للصحفيين المستقلين الشباب الذين يمثلون عصب الحياة للصحافة الليبية من خلال تغطيتهم للأحداث من على أرض الواقع بمهنية ونزاهة وتجرد. هؤلاء الصحفيون يستحقون الدعم والمساندة، ولذا شكلنا تحالفاً مع مؤسسة (روري بيك) الرائدة المكرسة لدعم الصحفيين المستقلين في جميع أنحاء العالم لتقديم برامج تدريبية وحلقات عمل للارتقاء بالمهنة وصقل المهارات الصحفية. ونأمل أن تكون حلقات العمل هذه باكورة للتعاون المثمر والبنّاء على طريق دعم الصحافة الحرة ومنتسبيها من الرجال والنساء الذين يخاطرون بحياتهم لنقل الحقائق من موقع الحدث.”