نجحت كلية الإعلام بمجمع ليبيا للدراسات المتقدمة في الدخول في شراكة مع معهد تريبيكا السينمائي الدولي، الذي يحظى بشهرة عالمية، لتنظيم ورشة عمل مكثفة للكوادر الليبية الشابة العاملة في مجال الأفلام الوثائقية في شهر أبريل الماضي. وقد تطلب هذا البرنامج قيام كلية الإعلام بمجمع ليبيا للدراسات المتقدمة بتأسيس تمويل للمشروع، واختيار المشاركين في الدورة التدريبية، وترتيب الإجراءات اللوجستية الخاصة بسفر وإقامة منتسبي الدورة إلى مدينة نيويورك، بالإضافة إلى الإشراف على سير البرنامج المذكور. وقد تحقق ذلك بفضل دعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وكيمونكس.
وقد حققت جميع الأطراف المشاركة في هذه الفعالية نجاحاً باهراً؛ وهذه الأطراف هي معهد تريبيكا السينمائي، وشركاء التمويل، والشباب العاملين في مجال الأفلام الوثائقية، ومَجْمَع ليبيا للدراسات المتقدمة.
وقد تواصلت أعمال الدورة التدريبية على مدى أسبوع، ابتداء من 15 أبريل 2014، وتزامنت مع فعاليات مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي.
كما تضمنت ورشة العمل محاضرات وجلسات نقاش قدمها كبار صناع السينما العالميين؛ وقد تصادفَ أن بعضهم سبق له العمل في ليبيا. وشملت العروض التقديمية عملية صناعة الأفلام، وطُلِبَ من السينمائيين الليبيين الشباب الحديث عن مشاريعهم والتحديات الإبداعية التي يواجهونها. وبدورهم قدم خبراء معهد تريبيكا السينمائي الدولي مقاطع توضيحية، كما تحدثوا عن تجاربهم الذاتية وكيفية تغلبهم على التحديات التي اعترضت مسيرتهم المهنية، بهدف تزويد المشاركين الليبيين في ورشة العمل برؤى ثاقبة فيما يخص القضايا التي يواجهها السينمائيون، حتى أولئك المتمرسين منهم، في مجال صناعة الأفلام.
كما تضمنت ورشة العمل المكثفة جلسات نقاش قدمها صناع أفلام عالميون من الذين شاركوا بأفلام في مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي. وخلال تلك الجلسات، طرح المشاركون في النقاش تجاربهم وخبراتهم المكتسبة في مختلف مراحل إعداد واستكمال أفلامهم.
وفي ختام ورشة العمل، تمكن الحضور من مشاهدة الفيلم الوثائقي (صَوِّب وأَطلِق النار) والذي تم إنتاجه بتمويل من معهد تريبيكا السينمائي الدولي؛ وقد كان لهذا الفيلم أهمية خاصة لصنّاع السينما ليس فقط لكون الفيلم قد تم تصويره في ليبيا، ولكن لأن العديد من السينمائيين كانوا على معرفة شخصية بـ(ماثيو فان دايك) وهو الشخصية الرئيسية في الفيلم المُشَار إليه. وعلاوة على ذلك، استطاع هذا الفيلم الفوز بجائزة الجمهور في مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي.