أقيمت عشية الأحد في بنغازي بمكتب مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة حوارية بعنوان: ” الموروث الثقافي في مواجهة التحديات “.
أعد الحوارية ودعا لها الأستاذة إيناس الفلاح.
أدار الحوارية د. جمعة كشبور أستاذ الآثار الإسلامية ورئيس قسم الآثار بجامعة بنغازي وشاركه في الحورية كل من د.سعد بوحجر أستاذ آثار ما قبل التاريخ والدكتور خالد الهدار أستاذ الآثار الكلاسيكية.
افتتح الدكتور جمعة كشبور بكلمة تناول فيها أهمية الموروث الثقافي والتحديات التي تواجهه، وعرف كلمة الموروث وأنها كانت قديما تعني الميراث للإنسان مما سبقه وقد بدأ الموروث على أساس المال أو الميراث من أهله ثم توسع أكبر وشمل كل شيء في الواقع فالعلم موروث والأخلاق موروث والعادات والتقاليد موروث أيضا للأجيال ومع الزمن الموروث أصبح له مضامين ومعاني وأصبح جانب من جوانب العلم والمعرفة وتمنح فيه الإجازات العليا للمحافظة على أهميته وبعد هذا التوسع ألحقت به صفات أخرى مثل الموروث الشعبي والموروث الثقافي حيث قسمت الاجناس إلى أغراض مثل التراث الإسلامي والتراث المسيحي والتراث البوذي بمعنى الأديان له تراث خاص أصبحت مرتبطة بالشعوب فمثلا موروث هندي وموروث فارسي وموروث عربي وبالتالي أصبح الموروث كما هائلا من التقسيمات والفروع مما استدعت ضرورة دراستها.
أن تحتفظ بالقديم فقط يعد هذا قصورا لذلك يجب أن نحافظ على القديم ونهتم به لنجعل له دورا في الحاضر ونبني عليه أيضا في المستقبل لأن الموروث الثقافي اذا عرف الناس أهميته سيبقى في أمان، أما إذا تركه الناس فمصيره الزوال.
والموروث الثقافي قد يحارب وقد يكون هدفا في الصراعات السياسية وصراع الدول، وبالتالي المحافظة على الموروث هدف مهم ويجب على الدولة المحافظة عليه بإمكانياتها وأيضا على أفراد المجتمع تقديم يد العون مع الدولة لنتكاثف على العناية والمحافظة عليه.
والموروث الثقافي يجب التركيز على أهم جزئية فيه وهو الآثار وهو يطلع بأهمية في الموروث الثقافي , وتعد الآثار مكونا أساسيا للموروث الثقافي.
ثم تحدث الدكتور خالد الهدار أستاذ الآثار الكلاسيكية حيث أثنى على مبادرة مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة على إتاحة هذه الفرصة وأكد على أن ليبيا من الدول الغنية بالموروث الثقافي ولو أردنا حصر هذا الموروث الثقافي نرجع إلى 150 ألف سنة، واسم ليبيا له عمق تاريخي كان يطلق على قارة كاملة الجغرافيا حيث كان العالم مكون من ثلاث قارات أوربا , وآسيا , وليبيا وكانت تطلق على الأجزاء من القارة الإفريقية.
هذه الحدود لم تأت من فراغ جاءت نتيجة توالي الحضارات وخاصة ونحن نحد بدول لها حضارات مثل حضارة الفراعنة في مصر وحضارة قرطاجنة في تونس ولم تنقطع الحضارات في هذا الوطن حيث الشعوب الذي استوطن فيه تركت مخلفات مادية ثابتة مثل الآثار ومخلفات منقولة، كذلك هاجر الليبيين واسسوا أسرا وحكموا في مصر ويعد هذا فخر لنا.
وما يميز الحضارات في ليبيا كونها متنوعة من الإغريق والفنيقيين، والرومان والبيزنطيين والمسلمين مما يجعل لنا عمقا حضاريا في كل مكان خاصة منطقة الجبل الأخضر.
فالآثار والمواقع كان يسكنها مجموعات سكانية تركوا لنا موروثهم الثقافي الذي انتقل عبر الأجيال .
وجهل الليبيين قديما بأهمية الآثار جعل الرحالة يسرقون الآثار والاستعمار الإيطالي رغم المعاناة والقتل والتشريد لهم إيجابية تذكر لهم أنهم قاموا بحماية الآثار وأصدروا القوانين لمعاقبة من يعبث أو يسرق الآثار وإن كانوا في ذلك يحمون آثارهم الرومانية في بلادنا وأقاموا المتاحف واعتنوا بالآثار.
ونحن نفتقد للمتاحف فمدينة بنغازي رغم ما تملك من قطع أثرية نادرة لا يوجد بها متحف للزوار .
ثم تحدث الدكتور سعد بوحجر أستاذ آثار ما قبل التاريخ حيث عرف أن الموروث الثقافي أو الحضاري يتكون باحتكاك إنسان بآخر وإذا لم يحدث ذلك لا يتكون الموروث الثقافي فالموروث يؤثر ويتأثر وكانت لدى الليبيين عادات يمارسونها في الموروث الإسلامي.
ثم تحدث عن ” هواء فطيح في الجبل الأخضر فهو يعود إلى 200 ألف سنة وبداية الموروث كانت كله ما قبل التاريخ حيث صناعة الفخار والعظام كل الصناعات بدأت في مرحلة ما قبل التاريخ.
وفي ختام اللقاء كرم مجمع ليبيا الأستاذ عبد الحفيظ المسلاتي، لجهوده في التثقيف والتوعية الثقافية الليبية.
تغطية قناة ليبيا المستقبل للحوارية.
تغطية قناة ليبيا روحها الوطن للحوارية.