قام مَجْمَع ليبيا للدراسات المتقدمة ومؤسسة (روري بيك) بتنظيم البرنامج التدريبي الثاني في أقل من عام، واشتمل البرنامج على سلسلةٍ من حلقات العمل المكثفة للصحفيين المستقلين الليبيين، وتَوَاصَلَ على مدى ستة أيام بدعمٍ من صندوق الديمقراطية التابع للأمم المتحدة، وحضره خمسة عشر صحفياً ومصوراً صحفياً. ويكمن الهدف من حلقات العمل المُشَار إليها في تزويد الصحفيين المستقلين بالمبادئ التوجيهية على الصعيد المهني وتدريبهم على مهارات السلامة. وقد حظى المشاركون في حلقات العمل بتدريبات مكثفة في الفترة من 28 مارس إلى 2 أبريل بالعاصمة الأردنية، عمان.
اليوم الأول:
أدارَ الجلسة التدريبية الأولى الصحفية والمحررة الحائزة على عدة جوائز في مجال عملها (ريما مروش) التي قدمت مقاربات حول معايير العمل في مجال الصحافة المستقلة، وكيفية عمل الصحافة المستقلة كشكلٍ من أشكال وسائل الإعلام بمنأى عن التدخلات الحكومية أو مصالح الشركات. وتبادل المشاركون قصصاً وخبرات مروا بها واكتسبوها خلال عملهم في مجال الصحافة المستقلة، وعلقت (ريما مروش) على كل تجربة تم سردها، وقدمت النصح والإرشاد بالخصوص. وأعقب جلسة النقاش الأولى ورشة عمل حول كيفية إعداد مقترح جيّد للقصص والتقارير الصحفية المُزْمَع الإضطلاع بها، حيث قدمت للمشاركين خلاصة تجربتها على صعيد أساليب عرض مُقْتَرَح تقرير صحفي أو تغطية صحفية على المحرر؛ فعلى سبيل المثال لا يجوز إرسال رسالة إلكترونية تتضمن مُقْتَرَح التقرير الصحفي إلى المحرر مع ترك خانة الموضوع خاوية؛ فلا أحد سيقرأ رسالة بدون عنوان. وطلبت من المشاركين كتابة مُقْتَرَح إلكتروني لإحدى القصص الصحفية التي عُرِضَت خلال جلسة النقاش. وفي اليوم الأول من التدريب شارك كل من السيد أحمد السنوسي، مقدم البرامج في قناة ليبيا الاقتصادية، والسيد إبراهيم الشيباني، مدير عام قناة ليبيا، حيث قدم السيد الشيباني الرأي والمشورة المهنية بخصوص المواضيع الصحفية التي تبادلها المشاركون خلال الجلسة.
اليوم الثاني:
وفي اليوم الثاني، أدار الصحفي وصانع الأفلام السينمائية (بول ايدل) مع الصحفية والمحررة (ريما مروش) ورشة عمل لتوجيه وإرشاد المشاركين حول كيفية التواصل مع وسائل الإعلام الكبيرة ووكلاء البث الإذاعي والتلفزيوني، وكيفية البحث وتزويدهم بنوعية الأخبار التي يبحثون عنها. وأعقب التدريب إجراء تمرين للمشاركين اشتمل على إيجاد ثلاث منصات إعلامية وتحديد كيفية الاتصال بها. وتلا ذلك قيام (بول ايدل) بفتح النقاش حول الفرق بين الصحفي والناشط؛ ثم قام اثنان من الصحفيين المستقلين المعتمدين بالتحدث عن تجربتهما:
الصحفي (نبيه بولس)
مراسل صحفي متخصص في شؤون الشرق الأوسط يكتب لصحف (لوس أنجلوس تايمز) و(نيويورك تايمز) و(التليغراف)، إضافة إلى الإذاعة الوطنية العامة، وتحدث عن حياتهِ كصحفي مستقل.
المصور الصحافي الوثائقي (ايفور بريكيت)
مصور وثائقي يعمل من إسطنبول؛ تحدث عن الكيفية التي ينظم بها أولوياته ووقته وجهده بين تغطية مشاريع الأعمال التي يُكَلَف بها والمشاريع الذاتية الخاصة بهِ. وسَرَدَ تجربته في العمل لمدة أكثر من عامين في الشرق الأوسط حيث قام بتوثيق ثورات الربيع العربي في مصر وليبيا عام 2011.
اليوم الثالث:
في اليوم الثالث شرح السيد (بول ايدل) المبادئ الأساسية حول كيفية تقدير الميزانية والجدول الزمني لمقترحات التقارير الصحفية. وشدّد على أهمية تعلم وتنفيذ تقنيات تقدير التكاليف والزمن الذي تستغرقه القصة الصحفية من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التقديم. وبعد التمهيد طلب (بول ايدل) من المشاركين إعداد حسابات تقريبية لتقارير صحفية اقترحوها وذلك باستخدام تقنيات التقريب الحسابي التي تعلموها خلال الجلسة السابقة. وأعقب ذلك تقسيم المشاركين إلى مجموعات لتبادل المهارات التي تعلموها لصقل مقترحات تقاريرهم الصحفية.
وفي الجلسة التالية أدار (بول ايدل) ورشة عمل حول مدونة لقواعد السلوك للصحفيين، حيث حث المشاركين على التحلي بمكارم الأخلاق واحترام أخلاق المهنة عند الاضطلاع بتقاريرهم الصحفية في البيئات التي تعاني من الاستقطاب السياسي. وفي هذا الصدد قال السيد (بول ايدل) : “كل شيء في الصحافة يعتمد على الثقة”.
وبعد الاستراحة انضمت السيدة (رنا الصباغ)، وهي صحفية ومدربة إعلامية أردنية، إلى ورشة العمل، وتعمل أيضاً مديرة لـ(إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية). وفي مداخلةٍ للسيدة رنا أوضحت بالأدلة والبراهين ضرورة التزام الصحفي بمدونة لقواعد السلوك طوال مسيرته الاحترافية.
اليوم الرابع:
أدارت السيدة ريما جلسة العمل الأولى لهذا اليوم بمحاضرة عن المهارات الأساسية التي ينبغي توفرها عند جميع الصحفيين المستقلين. وقالت إن إبرام اتفاقية العمل يتطلب تقدير ميزانية العمل الصحفي بشكلٍ صحيح، وتحديد الجمهور المستهدف، والقدرة على الوصول للتأمين والدعم. وتلقى المشاركون تدريبات على تقدير الميزانية المناسبة للتقارير والتغطيات الصحفية المقترحة. وأعقب ذلك قيام السيدة ريما بفتح النقاش حول سبل التعامل مع العملاء وكيفية التعامل مع السيناريوهات الصعبة. ثم قامت الصحفية الكندية المستقلة التي تعمل مع صحيفة صنداي تايمز السيدة (سارة اليزابيث ويليامز) بالتحدث للحضور حيث قدمت إرشادات ونصائح بخصوص سلامة الصحفيين المستقلين من واقع خبرتها كصحفية مستقلة. واختتمت السيدة ريما اليوم الرابع بعقد جلسة حول أفضل سبل التعامل مع الأخبار التي يتم تناقلها ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
اليومان الخامس والسادس:
الصحفية المستقلة والمدربة المصرية الأستاذة (عبير السعدي) الحائزة على عدة جوائز في مجال عملها؛ عملت على مدى ربع قرن في العديد من الصحف المصرية والعربية. أدارت السيدة عبير حلقة عمل حول التوعية بالسلامة تضمنت مناقشات مع المشاركين حول المعايير والمبادئ التي تساعد على ضمان الصحفيين المستقلين لسلامتهم خلال قيامهم بواجبهم المهني وتغطيتهم للحدث الصحفي. وعلى مدى اليومين المتبقيين من الفعاليات، دربت السيدة عبير المشاركين على مهارات جديدة لتقييم المخاطر، وتدريبهم على كيفية البقاء آمنين في البيئات الخطرة. وفي هذا الصدد قالت السيدة عبير خلال ورشة العمل: “أنت في خطر عندما لا يعرف أحد على الإطلاق مكان تواجدك”.