نظّم مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة لقاء بعنوان: الصحة في ليبيا، يوم السبت 12 ديسمبر 2020 على منصة زوم، بمناسبة اليوم الدولي للتغطية الصحية الشاملة، وشعار هذا العام: حماية الجميع.
شارك في هذا اللقاء مجموعة من الأطباء والمختصّين.
بداية بمحاضرة د. رمضان سالم ساطي وهو أخصائي أحياء دقيقة طبية، وعضو هيئة تدريس كلية التقنية الطبية لمادة عدوى المستشفيات، ورئيس اللجنة العلمية لنقابة طب المختبرات.
وقد تحدّث عن “النظام الصحي للحد من فايروس كورونا”، وماهية الأوبئة، ومعنى الصحّة، ومعايير التشخيص، ومستويات الحد من الأوبئة، ووظيفة كل مستوى والاحتياطات والإجراءات المناسبة له.
وأشار إلى أن مشكلة ليبيا تكمن في أن النظام الصحي للتصدي لفايروس كورونا كان فيه خللا، وهو عدم وجود تفاعل جميع الجهات ضد هذا الوباء.
وتحدّث عن هدف النظام الصحة، وأنواع وإجراءات الأنظمة الصحية، والمسؤولون عن النظام الصحي بشكل جماعي وهم: (وزارة الصحة والهيئة العامة للبيئة والاصحاح البيئ وشركة الخدمات والجهات الأمنية وشركات الاتصالات)، وغياب دور بعضها في الأزمة.
وما هي الحالة، البروتوكولات الخاصة بها، والإجراءات الاحترازية، والمقترحات الإبداعية بالخصوص.
أشار إلى مشكلة المخلفات الطبية، وما تسببه من مشكلات على المدى القريب والبعيد، كما أشار إلى مشكلة خصوصية المريض وعدم التنمر منه، وتقديم الخدمات له، والاهتمام بجوانبه الثقافية والصحية والنفسية.
كما عرّج على “الدليل الإرشادي في مكافحة كورونا في المؤسسات التعليمية” وقضية التعليم وفتح المدارس، والأسئلة الصحية المتعلقة بالتجهيزات اللازمة للجائحة، والتقييم الذاتي، والتدابير الاحترازية، ومتابعة الاحوال الصحية، والتعليم عن بعد.
ثم كانت مداخلة د. نجية ناجي، وهي أستاذ مساعد بكلية التقنية الطبية قسم الصحة العامة، ماجستير صحة نفسية ودكتوراه في الإرشاد النفسي، مدير مركز رنوة لخدمات التأهيل النفسي والتربوي.
عنوان مداخلتها: ” لا صحة بدون صحة نفسية”، أشارت إلى أهمية الصحة النفسية في تعزيز الاستجابة الايجابية خلال جائحة كورونا، وتعريف الصحة النفسية: شعور الفرد بأن لديه القدرة على التعامل والتكيف مع متطلبات حياته اليومية، وقدرة الإنسان على التعامل مع عوامل الضغط في حياته، وأن كورونا عنصر من عناصر الضغط النفسي، من خلال: عدم تقبل المرض- إنكاره – الخوف منه – ثقافة العيب والشعور بالعار والانتقاص. وتحدّثت عن دراسة قاموا بها: تبين أن الرجال أكثر عرضة وشعورا بالقلق من النساء، وأن أكثرهم لجأ إلى الشعائر الدينية التي كانت مصدر دعم لهم، والجدير بالذكر أن 400 شخص الذين أجابوا على هذا الاستبيان أون لاين.
وختمت بأن هناك احتياج مهم للتوجيه النفسي، لاسيما لأولئك الذين عاشو تجربة مشاعر اكتئابية بعد إصابتهم من كورنا.
وأما مداخلة د نورية البحري النسر، وهي استشاري نساء وتوليد بمستشفي الزاوية التعليمي، وعميد كلية الطب البشري الزاوية، وأستاذ بكلية الطب البشري الزاوية، وعضو اللجنة الاستشارية بالعلاج بالخارج، فأشارت إلى أن الإصابة بالأوبئة سببه عدم وجود مناعة، ووجود أمراض مزمنة مثل الربو والسكر والضغط.
وينبغي علينا أن نضع برنامجا وطنيا شاملا يتعمق في كل هذه الأمراض، لأن الناس الذين سيواجهون الناس المريضة موجودة في الرعاية الصحية الأولية في المصحات والمجمعات، وكيفية ترشيد دكاترتنا الموجودين في هذه الرعاية الصحبية بهذا الأمراض، وكيفية التعامل مع المريض، برامج كيفية الوقاية من العدوي – التركيز على مراكز الصحة الأولية، وقالت: وفقا لتخصصي كورونا والمرأة الحامل، لا تختلف الحامل عن الشخص العادي، في كل مراحله.
وأتحف اللقاء بعدّة تساؤلات مهمة منها:
هل لليبيا حصة من لقاء كورونا في ظل زحمة الدول؟
الصحة في ليبيا تعاني قديما وحديثا، ايش السبب وايش الحلول ؟
هل الاطفال ناقلي العدوى لاسرهم وهل هم مثل الكبار؟
أجاب د. رمضان:
اللقاح في العالم لا يزال تحت التجربة، ما يميز الصحة في ليبيا: أنها من أفضل دول العالم في اتباع التطعيمات، لأن التطعيم في ليبيا مجاني وإجباري، فالنظام الصحي للتطعيم في ليبيا ممتاز.
علينا أن ننشاد المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العلمية، بأنه ينبغي أن يكون الدواء في متناول الجميع للدول الفقيرة أو الغنية، وستكون هناك خطة من مركز الأمراض السارية، والدواء الآن في التجربة، ستكون ليبيا لها نصيب والأولية لأطقم التمريض ثم الكبار …
الصحة في لييبيا تعاني، عندنا مشاكل كثيرة، عدم الاهتمام بالمرافق الصحية، عدم رصد الميزانيات الكافية، سرقة الميزانيات، عدم التواصل مع العالم الخارجي.
والأطفال أقل عرضة للمرض، وربما الاطفال في ليبيا مناعتهم جيدة بسبب التطعيم، ولكن أي شخص حامل للفيروس مصدر للعدوى.
أسئلة أخرى:
لماذا هناك تأمين طبي لبعض أفراد المجتمع ، وغير موجود لبقية الناس؟
الطب والصيدلة تخصصات إنسانية، مع الاسف حولها البعض إلى بزنس، ادوية منتهية الصلاحية، أسعار مبالغ فيها، في ظل غياب للدولة، ماذا نفعل؟
عجز الدولة عن جلب التطيعمات في 2016 ؟ ما هو دور وزارة الصحة ؟
كثرة المصحات في ليبيا مع عدم مراعاة الجودة العالمية، إفساد وتدمير للطب الحكومي، ما رايكم في هذا؟
إجابة د. نورية:
التأمين الصحي أنا كأستاذ أو طبيب لا أملك تأمين، فلو مرضت فسيكون علاجي كله سيكون على النفقات الخاصة، فنحن نحتاج برنامجا وطنيا، وتتبناه سياسة الدولة.
الطب والصيدلة انتقل إلى موضوع تجارة، العالم كله فيه خاص وعام، كلها تحت القوانين، نحن نفتقد إلى قوانين صحيحة تتبعها المصحات والصيدليات ، وستكون أعمالها طبيعية وعادية وستساعد المجتمع لأن يكون برنامجها صحيحا.
ومع الأسف ليبيا عجزت في توفير كل شيء مما يتعلق بالأمور الصحية.
وكثرة المصحات الخاصة نعم مؤثر في الجودة، وبعضها يشبه المحلات التجارية، أكشاك، لا يوجد فيها أي ضوابط صحية أو علمية أو قانونية، وهناك مصحات تقدّم أفضل من العام، والمريض سيضطر ليمشي لهذه المصحات، وهذا الموضوع يحتاج إلى نظرة فوقية من أصحاب القرار ، كيف يتم تقنين العيادات وكيف يتم مساعدة المستشفيات.
أسئلة أخرى:
نعلم جميعا ضعف الخدمات الصحية والوقائية في المدرس التعليمية العامة، من هو المسؤول عن حياة الناس لو انتقلت العدوى ومن المسؤول ليعطي الاذن لفتح المدارس؟
هل يمكن البدء بتعريف الصحة النفسية في المراحل الدراسية الأولى، هل يمكن اعتماد برنامج توعوي أو تعليمي في المدارس، أو برنامج إذاعي مرئي مسموع فيديوات توعوية؟
إجابة د. ناجية:
أي معلومة يمكن أن تقدم لأي شخص، ولكن يراعى في تقديمها مستوى النمو العقلي لهذا الشخص، طريقة تقديم المعرفة هو الذي يختلف، والمعرفة متاحة للجميع بجميع الأنواع، لو دخلنا على صفحات منظمة الصحة العالمية اليونيسيف نجد كتبا ومنشورات تناسب الأطفال، بعض القنوات تقدّم مواد جميلة بطريقة لطيفة جدا للأطفال حول جائحة كورونا، ونحن في مركز الرنوة قمنا بتسجيل لأطفال وتقديم نصائح لأقرانهم.
توصيات هذا اللقاء (لخصّها د. رمضان):
- تجهيز برنامج وطني شامل، يتضمن النظام الصحي، والعمل على تطبيق النظام الصحي، يشمل جميع التخصصات في الجهات الإدراية
- الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية، لانها الخط الأول في الدفاع.
- الاهتمام بالدعم النفسي للمجتمع سواء المصابين أو المعرضين للإصابة.
- تطبيق التأمين الطبي لضمان حق المواطن في العمل.
- إلزام المؤسسات الحكومية بإلزام المواطن باتباع الإجراءات الاحترازية.
- العمل على الإسراع في توفير اللقاحات والتوزيع المناسب للفئات.