نظّم مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة اليوم السبت 19 أغسطس 2023، ندوة احتفاء بصدور ديوان مرآة الزّمان للأستاذ الشاعر علي بشير الهوني، في قاعة مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة في بنغازي، مع معرض للفنّ التشكيلي للفنان صلاح الفلّاح، بحضور مجموعة من الأستاذة والكتّاب والمهتمّين والفنّانين والشعراء والمبدعين وممثلين عن جمعيات أهلية ومجتمعية وثقافية وخيرية وأسرة الشاعر ورفاقه.
أدار الندوة الأستاذ زايد محمود، معرّفا بالأستاذ الشاعر ومسيرته التعليمية والإنجازية، حيث ولد في بنغازي عام 1954، وعمل موظفا في الهيئة العامة للثقافة، كما عمل مدقّقا لغويا، ومخرجا صحفيا، ومصممّا، وهو شاعر بالفصحى والعاميّة، إضافة إلى الشعر الغنائي، وكتابة النصوص المسرحية، وله هواية في الاختراعات، منها: لعبة طريق السعادة، ومنها دمية كبيرة تمثّل امرأة ليبية بزيّها تقوم بالرحي وتغنّي، وأخرى تقوم بغربلة الدقيق، كما عمل على صناعة الرسوم المتحركة عام 1993، وهو عضو في عدّة مؤسسات وجمعيات خيرية، وله نشاط مميز في ذلك، وشارك في عدّة معارض في الدّاخل والخارج، وحصل على العديد من الجوائز، وأجريت معه عدّة لقاءات مسموعة ومرئية وصحفية.
ثمّ تقدّم الشاعر علي الهوني ليقدّم الشكر والتقدير لكل من ساهم في طباعة ديوانه الأول، بداية من أسرته ورفاقه، وحتى أسرة مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة.
ثمّ تحدّثت الأستاذة سالمة البركي، نائب رئيس المجلس القومي للمرأة الليبية، وتحدّث عن اهتمام الأستاذ الشاعر بقضايا المرأة ودفاعه عنها ومساهمته في العمل الخيري.
ثم مشاركة المستشارة الاجتماعية الإعلامية خيرية الفرجاني، وتحدّثت عن مساهمات الأستاذ الهوني في العمل الاجتماعي والنشاط المجتمعي بكل همّة.
ثم مداخلة الأستاذ الفنّان عبد الباسط الجارد، تحدّث فيها عن الشعراء والفنّانين وأدوارهم المهمّة وجحُود النّاس لهم وإهمالهم، والدعوة للحكومات والمسؤولين بضرورة الوقوف معهم.
ثم مداخلة بعنوان: القيم في ديوان الهوني، قدّمها د. محمد الفيتوري، تحدّث فيها عن المنجزات الليبية وأهميتها في الظروف الصعبة، واهتمام أعلام ليبيا بالشعر، وإبداعهم في صوره البلاغية الجميلة، والتزامهم بالبحور الخليلية، وضرب أمثلة على الشعر الليبي من عدّة قرون مختلفة، يبيّن من خلالها التزامهم بالوزن وقوّة العبارة وصياغة الكلمات البلاغية والمعبّرة، وأشار إلى المشكلات الشعرية المعاصرة من حيث عدم الالتزام بالوزن، وعدم الاهتمام بالعلوم، وعدم الاهتمام بالمعاجم والمفردات التي تقدّم الأفكار في قالب بديع، وانتقل للحديث عن القيم والقيمة، وتعريفها وأهميته ودورها، واهتمام الهوني بها في ديوانه مع صغر حجمه، حيث بلغ عدد القصائد في ديوانه ذو الخمسة والثمانين صفحة، إحدى وخمسين قصيدة، 90% منها حديثٌ عن القيم المعرفية والأخلاقية والحياتية والبيئة والفكرية والمجتمعية والمكانية، وضرب أمثلة تحليلية من ديوان مرآة الزمان على مجموعة من القيم، مع تفصيل وشرح، ومن شعره في القيم:
يحيا المعلّم فهو سرّ وجودنا *** وله الحنوّ بكلّ ما يعنيه([1])
كان الكتاب على الدوام وسيلة *** جمعت قطاف الفكر بين يدينا([2])
أحيوا التّراث وأتقنوا إحياءه *** إنّ التّراث حضارة وعطاء([3])
لغة العروبة والمصاحف مهدها *** مدّت جسور الكيل والميزان([4])
مدنٌ بساحلها الطويل تناثرت***والخير فوق ترابها يحييها([5])
الأرض نادت تستغيث بأهلها ***ومصير عودة مجدها بيديها([6])
ونحقق الآمال عبر كفاحنا *** بالعلم نبلغ قمّة العلياء([7])
ثم مداخلة د. عارف النايض، بعنوان: الهندسة والابتكار عند الأستاذ الهوني، وبروزها المبكّر، وأهمّية العناية بها والاهتمام، وضرورة إقامة معرض خاص لأعمال ومخترعات الأستاذ الهوني، والتي هي مهمّة وبديعة.
وفي فقرة التكريم تمّ تكريم الأستاذ الشاعر علي الهوني بدرع التميّز والإبداع، وشهادة شُكر وتقدير لعمله المميّز، كما كرّمت الأستاذ نجلاء الهوني ابنة أخ الشاعر لاهتمامها بشعر الأستاذ علي الهوني وتدوينه وتوثيقه وإشاعته والحفاظ عليه والسعي لنشره، كما كرّم الفنّان صلاح الفلاح لمشاركته بمعرض الفنّ التشكيلي.
وفي ختام اللقاء تقدّم الأستاذ الشاعر علي الهوني لإلقاء قصيدة شعرية فصحى واثنتان بالعامّية، أدخل بها السرور على الحاضرين، وشنّف أسماعهم.
كما التقى رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة على هامش اللقاء مجموعة من الأستاذة والمهتمين بالعمل الثقافي وقادة بعض المؤسسات الثقافية والفنية، وتم الاتفاق على ضرورة عقد ورش عمل وجلسات تعارف، للعمل المشترك في الحقل الثقافي والمعرفي، وسلّمت منظمة قلب العالم للإرث الثقافي والاجتماعي شهادة شكر وتقدير لمجمع ليبيا للدراسات المتقدمة للجهود المبذولة في الفضاء المعرفي الليبي وإتاحة الفرص ودعم الأكفاء.
————————————————-
([1]) ديوان مرآة الزمان، علي بشير الهوني، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ط1، 2023، ص68.
([2]) ديوان مرآة الزمان، علي بشير الهوني، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ط1، 2023، ص10
([3]) ديوان مرآة الزمان، علي بشير الهوني، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ط1، 2023، ص70.
([4]) ديوان مرآة الزمان، علي بشير الهوني، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ط1، 2023، ص14.
([5]) ديوان مرآة الزمان، علي بشير الهوني، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ط1، 2023، ص27.
([6]) ديوان مرآة الزمان، علي بشير الهوني، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ط1، 2023، ص49.
([7]) ديوان مرآة الزمان، علي بشير الهوني، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ط1، 2023، ص45.