في السادس من نوفمبر 2013، وَقّعَ مـَجـْـمَـع ليبيـــــــا للدراســات المتقدمـــة مذكرة تفاهم مع معهــد الســــــلام الأميـركي للقيــــام بفعاليـــات مشــتركـة، والعمــل مـع الليبييـــن لمــنع، وإدارة، وتســوية المنـازعات بـدون اللجــوء للعنف.
ومنذ ذلك التاريخ، سعت المؤسستان إلى التعاون في عقد ورش العمل، والمحاضرات العامة، والمؤتمرات في كلٍ من ليبيا والولايات المتحدة لتعزيز مهارات حل المنازعات في المجتمع الليبي من خلال تبادل المعرفة والتدريب، وتطوير المناهج الدراسية والمواد التعليمية.
وفي عام 2014، برز مجال آخر من مجالات التعاون البنّاء بين مَجْمَع ليبيا للدراسات المتقدمة ومعهــد الســــــلام الأمريكي؛ حيث كان معهد السلام الأمريكي يبحث عن مقر لمقتنياته المتنوعة من الكتب المرجعية، والمواد السمعية والبصرية؛ التي تغطي ميادين كثيرة تتعلق بالثقافة، والعلوم، والتاريخ، وفض المنازعات، والحوار بين الأديان، والمصالحة، والعولمة؛ وغيرها من حقول المعرفة. وقد كان من دواعي سرور المَجْمَع إيجاد مقر لهذا المورد الثقافي المهم الذي يضم أكثر من خمسة آلاف مجلد، والذي كان في مكتبة معهــد الســــــلام الأمـريكي بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وفي شهر أكتوبر 2014 تم تجهيز المجلدات والكتب المُشَار إليها للشحن، حيث تم وضعها على متن سفينة متجهة إلي دولة الإمارات المتحدة، ومن ثم إعادة نقلها إلى ليبيا على متن سفينة شحن أخرى، لعدم وجود خط بحري مباشر، وهي في طريقها الآن إلى ميناء مدينة طبرق في شرقي ليبيا.
الجدير بالذكر أن مدينة طبرق استضافت مجلس النواب الليبي في معظم أشهر سنة 2014؛ وقد لوحظ أن هذه المدينة العريقة تفتقر إلى مرافق المكتبات المرجعية. ولذا، ارتأى مـَجـْـمَـع ليبيـــــــا للدراســات المتقدمـــة أن هذه المجموعة الغنية والمتنوعة من الكتب المرجعية ستوفر مورداً ثقافيًّا متميزاً لمدينة طبرق.
ويتابع المـَجـْـمَـع، بشكلٍ يومي، تقدم رحلة السفينة المحملة بالكتب حيث أشرفت على الوصول إلى ليبيا؛ ويتوقع أن تصل قبل نهاية شهر يناير 2015.
وعلاوة على ما تقدم، قامَ الدكتور عارف علي النايض رئيس مـَجـْـمَـع ليبيـــــــا للدراســات المتقدمـــة بالتبرع بالمزيد من الكتب والمراجع، وهي أيضاً في طريقها إلى مدينة طبرق. وستصل مقتنيات المكتبة المجتمعية إلى مـَجـْـمَـع ليبيـــــــا للدراســات المتقدمـــة بمدينة طبرق التي ستضم أكثر من تسعة آلاف مجلد يستفيد منها سكان مدينة طبرق بشكل عام، والقطاع التعليمي في المدينة بشكلٍ خاص.
ومن المتوقع الانتهاء من أعمال تجهيز المكتبة بما في ذلك الأرفف الخاصة بجميع الكتب، وفهرسة كل العناوين، خلال الربع الثاني من عام 2015.