نظّم مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة على منصة ZOOM محاضرة بعنوان: المخطوط في ليبيا “الماضي والحاضر والمستقبل“، ألقاها الأستاذ محمد سالم العجيل، بمناسبة يوم المخطوط العربي.
تحدّث عن فهارس المخطوطات في ليبيا وتقييمها، وإحصاءات لها، وبعض الملاحظات حول العلوم التي تحويها وهي: الحديث – التفسير – الكلام – الفقه – الأصول – التصوف – السيرة – الأذكار – التراجم- المنطق- أدب البحث والمناظرة – اللغة – البلاغة – الصرف- العروض- الكيمياء- الفلك –الهيئة- سر الحرف – الحساب – الجبر – الطب – الصيدلية – البيطرة- التاريخ- الجغرافيا .
ولأنّ العمل البشريّ قد يعتريه بعض الخطأ، لذلك قد وردت بعض الأخطاء في هذه الفهارس، في نسبة الكتاب ونسبة المؤلفين ووجود كتب مجهولة، وجعل كتب ضمن علوم خطئا، من الأمثلة في فهرس قاريونس الجزء 2 ص54 حيث ورد كتاب الإعلام بقواطع الإسلام لابن حجر الهيثمي ضمن كتب الفقه المالكي، والصواب أن تكون مع كتب افلقه الشافعي، وفي الجزء الأول ص173 ورد كتاب المقامات السيوطية، جعله المفهرس ضمن علم الحديث، والصواب جعله في علم الأدب، وفي ص315 في الجزء الثالث ورد كتاب الإمتاع في أحكام السماع، وجعله المفهرس ضمن كتب الأدب، والصواب جعلها ضمن كتب الفقه…. إلخ.
كما تحدّث عن المخطوطات الليبية في مكتبات العالم، وأهميتها وضرورة عمل استقصائي دقيق في في فهارس ومكتبات الدول المجاورة ودول العالم.
وتحدّث عن المكتبات المخطوطة العامة والخاصة وما لم يُفهرس، وإلى المخطوطات المذكورة في مكتبة جامعة محمد بن علي السنوسي – ومكتبة الأوقاف بنغازي (وفيها عثر عبد الهادي التازي على ورقة استعارة ابن عاشور لنسخة الصدفي لصحيح البخاري) أين المخطوطات وأين فهارسها الأولية ؟!
وعن مخطوطات مكتبة دار الكتب بنغازي، وعلمتُ من أحد الأساتذة أنها بها مخطوطات أصولا، استعارتها أستاذة من الغرب الأوروبي ولم ترجعها!
وأن مكتبة أوقاف طرابلس، والفهرس الأولي لها ينبغي أن يكون مطبوعا، لوجود مخطوطات في الفهرس وعدم وجودها في فهرس مركز الجهاد فيما بعد.
وعن مكتبات المشايخ والعلماء والمدرسين والمفتين وما حصل فيها، وضرورة العناية بها مثل مكتبة الأستاذ علي المصراتي حفظه الله – ومكتبات المؤرخين والكتّاب.
وأهميّة الفهرسة والطباعة لها وبذل الجهد في ذلك، ومشكلة الورثة وتوزيع الكتاب الواحد بين الورثة بسبب الجهل.
كما نبّه إلى التأمل في المكتبات المنهوبة والضائعة والمحروقة، وتساؤلات مشروعة حول مكتبة جامع ميزران – مكتبة كليةأحمد باشا- مكتبات المساجد -مكتبات الزوايا – مكتبة زاوية السبعة بن بركة زليتن، وما تعرضت له من قبل زاوية الجغبوب وغيرها من الزوايا، وضرورة أعمال بحثية إحصائية تامة ودقيقة ومتكاملة.
وتحدّث عن ما تعرضت له مكتبة الزاوية الأسمرية إلى هجوم واعتداء وحرق ونهب، أتلف أكثر من 6000 آلاف وثيقة ومخطوط، وأصدرت الجمعية الليبية للمكتبات والمعلومات والأرشيف بيانا في 2012 باستنكار ما حصل والتنديد به في شهادة باقية للتاريخ تقاعست عن ذلك الحكومات ومؤسساتها الأمنية والبحثية.
وهنا تجدون بعض محتويات المكتبة الأسمرية ضمن معرض الكتاب الاخير قبل الهجوم الذي حصل بتاريخ 23/8/2012
وهنا فيديو عن آثار الحرق والنهب للوثائق في الأسمرية
مكتب وقف الزواية الأسمرية وفيه وثائق ومخطوطات
كما أشار الباحث إلى ما حصل مكتبة قاريونس بنغازي ذات الأهمية العالية، وفهرسها الحاوي 3 مجلدات، بالإضافة إلى المخطوطات غير المفهرسة، من اعتداء على المخطوطات، ومن ثم العثور عليها، وعدم المعرفة اليقينيّة بحالها الآن.
ونبّه إلى مشكلة تجارة المخطوطات وتهريبها، وذكر بعض الأخبار الواردة في الصحف بالخصوص.
وختم بذكر بعض التوصيات منها:
- التوثيق الالكتروني والرقمنة وأهمية ذلك.
- الفهرسة الالكترونية والنشر الالكتروني وفوائد ذلك.
- التصوير للوثائق والمخطوطات وإيداع نسخ منها في المكتبات العالمية.
- عمل دراسات حول الفهارس المنشورة وجودتها.
- عمل مسح لفهارس المخطوطات للبحث عن المخطوطات الليبية، وزيارة المكتبات أيضا.
- عمل ببليوغرافيا بالمخطوطات الليبية المحققة والمنشورة.
- عمل ببليوغرافيا وفيها عناية الليبيين بالمخطوطات فهرسة وكتابة وتحقيقا ونشرا.
- عمل كتاب يحوي خطوط العلماء والمؤلفين الليبيين.
- الاهتمام بتراجم وسير موثقة للمحققين والمفهرسين والمهتمين بالمخطوط الليبي.
- توعية أبناء المؤلفين والكتاب والعلماء والقضاة بأهمية الكتاب وفهرسته وما يُكتبُ عليها من إهداءات وحواش.
كما شارك الأستاذ الدكتور أحمد عمران بن سليم في مداخلة مميزة أطلق فيها نداء لكل من يملك مخطوطا أو يشرف على المكتبات أو المخطوطات أو الدوريات النادرة أن يجود بها وأن يعطيها للمؤسسات المعنية بحفظها بالطريقة المثلى.
وضرورة عمل ورش عمل لصيانة وترميم المخطوط، وتأهيل الشباب في ذلك، وضرورة اهتمام الجامعات بالمخطوط وتحقيقه ودراسته، وتمرين الطلاب، لبناء التراث الليبي والتواصل بين الأجداد والأحفاد، وإدراج هذه الكتب في المقررات الدراسية.
وشارك د. حسين الفقيه، وتحدّث عن أهمية رقمنة المخطوطات، وأنه مساعد لإنقاذ ما تبقى من تراثنا، نظرا لما تعرّض له المخطوط الليبي من مشكلات بسبب إهمال الجهات المعنية.
وأنه يُمكن أن نضع المخطوط في صورة رقمية، وإتاحته للباحثين للوصول إلى المستودعات الرقمية بسرعة، وقد اهتم الأوروبيون بالمخطوطات وإنشاؤهم لمواقع مختلفة ومستودعات رقمية كبيرة وكثيرة، متاحة للقارئ والباحث، وضرورة الاستفادة من التجارب الدولية، وإيجاد حلول مساعدة.
وأن الجامعات الليبية لا تهتم بالمخطوط كثيرا في مجال البحث العلمي، ويبنغي جعل رسائل الماجستير والدكتوراه في تحقيق المخطوطات ودراستها والحافظ عليها وإخراجها بصورة واضحة.
لمتابعة اللقاء كاملا يرجى الضغط هنا.