ترجمة المقابلة مع عارف النايض إلى اللغة العربية بقلم أرشاق الأوسط
تأجيل الانتخابات المقبلة قد يغرق البلاد في حرب
أكد الدكتور عارف النايض، رئيس حركة إحياء ليبيا (حركة إحياء ليبيا)، على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد، ورأى أن الرئيس القادم سيتم انتخابه بشكل مباشر من قبل الشعب عبر صناديق الاقتراع، إلى جانب المجلس الوطني الانتقالي. البرلمان الجديد سيعمل معًا لإنهاء الانقسام وبناء البنية الأمنية للبلاد.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تحدث الدكتور عارف النايض عن قضية المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية، والطريقة الأمثل لإخراجهم من البلاد، إضافة إلى معضلة الميليشيات المسلحة في ليبيا. وكيفية نزع سلاح هذه التشكيلات. وقال المرشح الرئاسي إن هناك «خطط فنية تفصيلية لحل مشاكل هذا الملف الصعب».
وتطرق الدبلوماسي الليبي، الذي جدد عزمه خوض الانتخابات مرشحا لمنصب رئيس الدولة الليبية، إلى مخرجات مؤتمر برلين الثاني بشأن ليبيا، وضمانات تنفيذها. لكنه أبدى تخوفه من اندلاع «انتفاضة شعبية واسعة قد تؤدي إلى حروب عدة» في حال تأجيل الانتخابات إلى ما بعد موعدها المقرر في 24 ديسمبر 2021.
فيما يلي ترجمة باللغة الإنجليزية لنص المقابلة:
الشرق الأوسط: في بداية هذه المقابلة، دعنا نعرف تقييمك لنتائج مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا؟
د.عارف علي النايض: نتائج المؤتمر ممتازة لأنها أعادت التأكيد على كل ما هو مهم وإيجابي في مؤتمر برلين (الأول) حول ليبيا. وشهد هذا المؤتمر إجماعاً دولياً على إجراء انتخابات مباشرة في موعدها، وشدد على خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة؛ وهذه الجوانب متفق عليها الآن بالإجماع على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وهي تعكس على وجه التحديد مطالب الشعب الليبي، التي تم التعبير عنها بوضوح من خلال استطلاعات الرأي والمنتديات والتجمعات للحركات والأحزاب السياسية الليبية، فضلا عن منظمات المجتمع المدني والمنظمات الاجتماعية. المجالس.
الشرق الأوسط: يرى البعض أن المؤتمر خرج بمجموعة من المخرجات، لكن من دون ضمانات حقيقية حول كيفية تنفيذها على أرض الواقع؟
د.عارف علي النايض: الضمانات الحقيقية لإجراء الانتخابات، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة، تتمثل في الإرادة الجماعية الموحدة والواضحة والجادة للشعب الليبي بأكمله. ويشكل الزخم القوي للتأييد الشعبي لهذه المخرجات الضمانة الأهم لتطبيقها على أرض الواقع. وفي المقابل فإن الرفض الشعبي الكامل لمحاولات تعطيل وتأجيل إجراء الانتخابات بحجة تواجد قوات أجنبية على الأراضي الليبية هو الضمان الأهم لرفض مثل هذه المحاولات المراوغة. خلاصة القول هي أن الولايات المتحدة وبقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن أعربت هذه المرة بشكل واضح عن عزمها على تنفيذ قرارات مؤتمر برلين الثاني. ويستطيع مجلس الأمن، بناء على قراراته الأخيرة {الصادرة تحت الفصل السابع}، فرض الإرادة الليبية والدولية لإجراء الانتخابات وطرد القوات الأجنبية فوراً.
الشرق الأوسط: بصفتك مرشحاً محتملاً لرئاسة ليبيا، هل تتفضل بإخبارنا عن وجهة نظرك لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا؟
الدكتور عارف علي النايض: النهج الأكثر جدوى للتعامل مع عمليات الانسحاب لإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية هو من خلال منهجية تفاوضت عليها اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) (JMC). وقد اكتسبت JMC المزيد من الزخم في مؤتمر برلين الثاني. كما أن هناك مقترحات فنية أميركية وفرنسية مهمة جداً يمكنها تحقيق هذا الهدف بشكل احترافي ومتزامن؛ بطريقة تدريجية وفعالة.
الشرق الأوسط: هل تعتقدون أن الانتخابات ستجرى في موعدها؟
د.عارف علي النايض: يجب إجراء الانتخابات في موعدها المقرر دون تسويف أو تأجيل. إن الشعب الليبي، بعد عقد من الإقصاء والتهميش، له الحق في اختيار ممثليه. سيؤدي هذا إلى إنهاء “طغيان الأقلية” الذي جعل ليبيا دولة فاشلة، وصراف آلي للجماعات المتطرفة في جميع أنحاء المنطقة. ويشجعنا الإجماع الدولي، الذي نشهده لأول مرة، على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، كما هو الحال بالنسبة لقراري مجلس الأمن الأخيرين اللذين يجعلان إجراء الانتخابات ملزما بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. .
الشرق الأوسط: وكيف ستتم هذه الانتخابات في ظل استمرار الانقسام وغياب الأمن؟
د.عارف علي النايض: الرئيس المقبل المنتخب مباشرة من الشعب عبر صناديق الاقتراع، ومعه البرلمان الجديد، قادران على إنهاء حالة الانقسام، وسيبنيان البنية التحتية الأمنية لليبيا. ومن المهم جداً عدم اشتراط إنهاء الانقسام والمخاوف الأمنية كشرط مسبق لإجراء الانتخابات؛ نحن بحاجة إلى الانتخابات من أجل الوحدة وبسط الأمن، وليس العكس.
واسمحوا لي أن أقول إن الوضع الحالي ليس أسوأ مما حدث بين عامي 2012 و2014، عندما جرت الانتخابات بنجاح. ويمكن تعزيز فرص نجاح الانتخابات من خلال تفعيل خطة أمنية مشتركة، تشرف عليها اللجنة العسكرية المشتركة، بحضور ومراقبة دولية، بالإضافة إلى طلب المساعدة من الاتحاد الأفريقي. وهناك سوابق انتخابية ناجحة في أفريقيا، حيث دعم الاتحاد الأفريقي الانتخابات في عدد من الدول الأفريقية التي كانت تمر بظروف أسوأ بكثير من الوضع الحالي في ليبيا.
الشرق الأوسط: هناك من يرى أن تأجيل الانتخابات سيشعل حرباً أخرى في البلاد من جديد. هل تتفق مع هذه المخاوف؟
د.عارف علي النايض: نعم، أخشى أن أي محاولة لتأجيل الانتخابات أو تسويفها قد تؤدي إلى انتفاضة شعبية واسعة، أو ربما إلى حرب، أو إلى دخول البلاد في حلقة مفرغة من الحروب. ويجب ألا ننسى أن هناك آلاف الليبيين الذين يشعرون بالقمع والإقصاء خلال السنوات العشر الماضية. ولن يصبر هؤلاء إذا حرموا من حقهم الأصيل في اختيار قادتهم الجدد وتجديد الشرعية واستعادة سيادة بلادهم.
الشرق الأوسط: ما هي رؤيتك لحل الميليشيات في كل أنحاء البلاد وجمع السلاح إذا أصبحت رئيساً لليبيا؟
د.عارف علي النايض: هناك خطط فنية تفصيلية لحل مشاكل هذا الملف الصعب وهي جزء من الخطط التفصيلية لرؤيتنا (إحياء رؤية ليبيا 2030). ومن ملامح هذه الرؤية أن يكون هناك جيش ليبي واحد موحد، وقوات شرطة موحدة، بالإضافة إلى قوات مكافحة الإرهاب والانتشار السريع؛ وكلها أساس لأي بنية تحتية أمنية في ليبيا.
يجب على أولئك الذين يرغبون في البقاء في المجال الأمني أن يلتحقوا رسميًا بالجيش أو قوات الشرطة أو الأجهزة الأمنية الأخرى، على أساس فردي وليس جماعي، وبعد اجتيازهم اختبارات مهنية صارمة وبرامج تدريب مهني وفقًا لأفضل المعايير.
الشرق الأوسط: بعد مرور مائة يوم على تسلم حكومة الوحدة الوطنية مهامها. ما هو تقييمك لهذه الفترة؟
الدكتور عارف علي النايض: هذه الحكومة خيبت الكثير من التوقعات الإيجابية لعدة أسباب منها التصرف خارج نطاق صلاحياتها من خلال إعادة التأكيد والتوقيع على المعاهدات والاتفاقيات مع الدول الأجنبية، والإدلاء بتصريحات غير مقبولة على الإطلاق بشأن مدينة بنغازي، فضلا عن إقامة العروض العسكرية والتي ضمت إرهابيين معروفين. مثل هذه الانتهاكات الخطيرة خيبت آمال الكثير من الليبيين، وجعلت المطالبة بالالتزام بموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة أكثر إلحاحا. ومن ثم، فلا يجوز السماح لهذه الحكومة بالمماطلة يوماً واحداً بعد انتهاء شرعيتها في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021.
الشرق الأوسط: أخيراً، ما الذي تطمحين إلى تحقيقه لليبيا بعد إعلان ترشحك للانتخابات الرئاسية؟
الدكتور عارف علي النايض: طموحاتي هي تجسيد لتطلعات الشعب الليبي من خلال رؤية شاملة صاغها فريق مكون من سبعين خبيرا وتكنوقراطا وشابات وشابات ليبيين اجتمعوا في مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة ( LIAS) وقاموا بصياغة رؤية إحياء ليبيا 2030 لتحقيق التغيير التحويلي في البلاد.