مقتطف من كتاب: “مداولات روسية: في السياسة الليبية والعلاقات الليبية الروسية”
عندما تَكثر الفوضى في البلدان، يتحدث الناس عن الاستقرار. هناك وحدات استقرار خاصة في مختلف وزارات الخارجية في جميع أنحاء العالم من كندا إلى المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، كل شخص لديه كتب عن الاستقرار واستقرار الدول. تستند معظم نظريات الاستقرار إلى فكرة احتكار القوة القسرية، أي وجود دولة تمتلك القدرة على فرض النظام بالقوة على مجال أو إقليم، بحيث تحقق تلك الدولة بذلك سيادتها الحقيقية. هناك الكثير مما يمكن قوله عن هذه النظريات، وكما يظهر التاريخ المؤلم للغاية للبشرية، فإن هذه القوة القسرية – خاصة عندما تكون محتكرة ومركزية – يمكنها بالفعل تحقيق الاستقرار في مناطق بأكملها. ومع ذلك، في ليبيا لم تعمل هذه الطريقة بشكل جيد على هذا النحو. فبعد ثورة 2011، التي يسميها بعض الناس بالاضطرابات، أو المؤامرة – سمّها ما شئت – ولكن كان هناك حدث ضخم في عام 2011 لم يتهاو فيه نظام معمر القذافي فحسب، بل انهارت الدولة الليبية بأكملها. لسوء الحظ، تبين أن العملية التي كان من المفترض أن تكون لحماية المدنيين من قِبل الأمم المتحدة، اتضح أنها عملية لتدمير الدولة الليبية والجيش الليبي. فقد تُركت الدولة في حالة ضعف شديد بعد أن قيل وفعل كل شيء.