من حكايات تِكْتَانَة
بقلم الدكتور: إدريس فضيل الحدَّاد رحمه الله تعالى
مراجعة المستشار: خليفة إدريس محمَّد انصيص
هذا الكتاب:
في هذه الصفحات -على ضيق ذرعها، وتواضع مساحتها- قد يجد المتأمِّل كثيرًا من المواقف، بعضها يثير العجب، وآخر يعلِّم الأدب، وبعضها يبعث عبرة أو يثير دهشة، أو يغتصب ابتسامة، أو يحذِّر من ملامة، فالمنطقة سكنت فيها أسر، ووُلدت فيها أجيال، وشبَّ فيها صغار، وتشعَّبت منها عروق، وتماوجت فيها أفكار، وتلاقحت فيها عقول، وتصافحت فيها أيدٍ.
والمأمول أن تثير هذه الحكايات فضول بعض الفضلاء، فيكتبوا خيرًا ممَّا قرؤوا فيها، لثقتنا بأنَّ لكلِّ شخص مشاعر وتجارب، ولكلِّ وادٍ وقرية حيِّزًا في التاريخ، ونصيبًا من الأخبار، ومن هنا نعلم أنَّه حتَّى البقعة الصغيرة، والقرية النائية، والوادي المطمئنُّ، والجبل المضطجع، والفرد الخامل، تفرض نفسها على مسيرة الحياة، فتشغل فيها مساحة، وتحتلُّ لها صفحات، قد تومض بالشعاع، إن تناولها قلم يسجِّل ذكرياتها، ويقصُّ حديثها، ويسرد حكاياتها.
وبذلك تمسي تجاربنا القاحلة الجافَّة، ذخيرة وإرثًا للأجيال التالية، نتركها هديَّة للمتأمِّلين منهم، فقد يستدرُّون منها تجارِب خيرًا من تجارِبنا، فتعطيهم الحياة خيرًا ممَّا أعطتنا.
المؤلِّف:
د. إدريس فضيل الحدَّاد، من مواليد جردس 1938م، درس بالمعاهد الدينيَّة والجامعة الإسلاميَّة، تخرَّج في كلِّيَّة اللغة العربيَّة، حصل على الماجستير في لغات الشرق الأوسط من الولايات المتَّحدة، حصل على الدكتوراه في الأدب العربيِّ من جامعة الخرطوم، أستاذ مساعد (متقاعد) بجامعة عُمر المختار بالبيضاء، له نشاط في التاريخ والأدب.
الكتاب من منشورات مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، 2021، توزعه مكتبة الكون في مصر وليبيا.