لقاء الأساتذة والباحثين والمهتمين مع أ.د. علي عبد اللطيف حميدة في بنغازي
نظم صباح الأحد 9-6-2024 مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة بالتعاون مع تأصيل للأبحاث والتدريب والاستشارات، لقاء مع أ.د. علي عبد اللطيف حميدة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة نيوانقلاند / أمريكا، ومؤلف كتاب: الإبادة الجماعية في ليبيا، في قاعة مؤسسة تأصيل بمدينة بنغازي.
حضر اللقاء أستاذة وبحاث ومتخصصون ومهتمون، بدأ اللقاء بالتعريف باللقاء وأهميته وبعض الأسئلة التي يطرحها اللقاء، ثم تعريف بشركة تأصيل للأبحاث والتدريب والاستشارات.
ثم بدأ د. حميدة بالحديث عن مدينة بنغازي وبعض الذكريات فيها، مشيرا إلى رحلته العلمية.
مشيرا إلى أهمية قراءة مشروعه من خلال كتبه: المجتمع والدولة، الأصوات المهمشة، الإبادة الجماعية.
كما تناول مفهوم الإبادة، وتاريخه، وأهميته، وتعريفه، وإشكالات تعريفه، وأهم الإبادات التي حصلت في العالم.
وأشار د. حميدة إلى تجربته في التعامل مع الأرشيف الغربي بأنواعه، والمعاناة الحقيقة للباحث في سبيل الوصول إلى ذلك.
وأفاد بأنه يحاول التركيز على السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي للتاريخ والتفاعل بينهاـ وتطبيق ذلك في مؤلفاته
ونوه إلى أهمية الانضباط المنهجي في الأبحاث، وأهمية الدراسة الحقلية الميدانية، والمقابلات الشفوية، وأهمية قراءة الآخر والاهتمام به ومخاطبته، إضافة إلى أهمية قراءة موروثنا المنوع.
كما أنه أبدى تخوفه من تأثير الأزمات في المواطنين وإصابتهم بالإحباط، وما ينتج عنه من الشعور بالدونية وجلد الذات، وإهمال قراءة ما حولنا.
وأكد على خطأ نظرية: لا تاريخ بدون وثيقة، بل الرواية الشفوية والتجارب الإنسانية مصادر وشهادات مهمة ومفيدة.
وأثنى بعبارات الشكل والتقدير والإجلال على جهود د. يوسف البرغثي على سبقه في الكتابة عن المعتقلات، وأنه استفاد منه في مشروعه في كتاب الإبادة، مؤكدا على قول القائل:
وهو بسبق حائز تفضيلا …. مستوجب ثنائي الجميلا
والله يقضي بهبات وافرة…. لي وله في درجات الآخرة
كما أجاب عن تساؤل (هل الإبادة في كل ليبيا أم في برقة فقط)؟ فأجاب بأن الإبادة حصلت في التهجير المتعمد لغالب المدن الليبية، والنفي الذي حصل لآلاف الليبيين من مختلف المدن الليبية، والمعتقلات التي في شرق ليبيا ضمت كثيرا من الليبيين من مدن مختلفة كسبها وغات وغيرها، إضافة إلى أن إطلاق الكل وإرادة البعض في عنوان الكتاب هي بلاغة اللغة العربية ومعانيها الرائقة.
وأن أهمية كتاب الإبادة تكمن في كونه يمثل وجهة نظر المعتقلين والناجين، يخاطب الغرب، بلغتهم وقواعدهم البحثية والفكرية والمنطقية، وينبههم إلى خطأ ازدواجية المعايير، ويقاوم عقيلة الإنكار الفاشي، ويفتح آفاق البحث للنظر في الإبادة بمفاهيمها المختلفة الفكرية والثقافية والمعرفية والأخلاقية والقيمية إضافة إلى الإبادة الجسدية والعرقية.
وتحدث د. زاهي عن تجربته عن الترجمة في كتاب الإبادة الجماعية، وأنه عادة ما يتعامل مع النص في تراجمه المختلفة في مشاريعه المنوعة، إلا أن ترجمته لكتاب الإبادة تميزت بكونها ترجمة تفاعلية مع كاتب النص، في صياغة المفاهيم، والتعابير، إضافة إلى الاستعانة بالنصوص الأصلية وكتابها، والتشاور مع المؤلف في حذف بعض النصوص في أصل الكتاب الموجه للقارئ الغربي، واستبدالها بنصوص من القصائد ومعانيها.
ونقد د. زاهي الإطار الفكري الليبرالي الغربي في تعريفاته، ومن ذلك تعريف الإبادة.
,وأنهم بهذا التعريف تغاضوا عن الكثير من الجرائم والإبادات، ومن ذلك نصهم بأن الإبادة لا تكون كذلك إلا إذا كانت هناك نية مبيتة، وهو مما يصعب تحديده، مما يعطي لهم مبررات مختلفة كما يجري الآن.
وأننا نحتاج إلى أن نخرج خارج إطار المنظومة الفكرية الغربية إذا أردنا أن نتحدث عن قضايانا بشكل واضح.
كما شارك الأساتذة الآخرون بملاحظاتهم وتساؤلاتهم ورؤاهم الفكرية حول الإبادة وما يتعلق بها، من أمثال: د.أحمد الزروق، د. السنوسي الطاهر، د. علام الفلاح د. عبد المولى حرير، د. يوسف البرغثي، د. عبد الكريم كبكاب، أ. أماني خطاب، أ. موسى الفضيل بوعمر، د. صالح السنوسي، أ. خالد بوزعكوك.
بالإضافة إلى مداخلات من أحفاد بعض المعتقلين الذين حاول كتاب الإبادة الجماعية أن ينصفهم وأن ينقل مظلمتهم إلى العالم بلغة عصرها.
وأكد الحاضرون على أهمية تناول موضوعات الإبادة في المناهج الدراسية، وأهمية الرواية الشفوية في التوثيق، وضرورة الاهتمام بالأماكن التاريخية التي توثق المراحل المهمة في تاريخنا وتنبهنا وتذكر الأجيال بالتاريخ الماضي والمعاناة والآلام والمظالم، والمنجزات والنضال، وأهمية انعقاد هذه الجلسات الفكرية والمعرفية ولقاء الأساتذة والقامات العلمية.