ترجمة الشيخ الأستاذ سيدي محمَّد نصيب محمَّد بن نصيب بن رسلان الغالبيُّ الشاعريُّ.
وُلد في الجغبوب يوم الخميس 5 ربيع الأوَّل 1354 هـ/6 يونيو 1935م.
هاجر إلى سيوة صحبة أهل الجغبوب، وهو في الخامسة من عمره، أثناء الحرب العالميَّة الثانية.
رجع إلى الجغبوب عام 1944، والتحق بكُتَّاب الزاوية وعمره تسع سنوات، فقرأ القرآن على فضيلة الشيخ بوزيد الغماريِّ، وختم على يديه القرآن الكريم كاملًا برواية ورش عن الإمام نافع، ورمى لوحه قبل وفاة شيخه بأشهر عام (1369هـ/1950م).
التحق بمعهد السيِّد محمَّد بن عليٍّ السنوسيِّ الدينيِّ في البيضاء سنة 1952، فكان ضمن أوَّل دفعة تخرَّجت فيه.
وفي عام 1961 التحق بكلِّيَّة الشريعة في جامعة السيِّد محمَّد بن عليٍّ السنوسيِّ، وكان من بين الطلبة المتفوِّقين في السنة الأولى؛ فكُرِّم هو وباقي الخمسة الأوائل بأداء فريضة الحجِّ عام 1962 رفقة شيخه الملك : إدريس السنوسيِّ.
تحصَّل على العالِـميَّة في الشريعة الإسلاميَّة عام 1965، فعُيِّن على إثرها مديرًا لفرع معهد السيِّد محمَّد بن عليٍّ السنوسيِّ الدينيِّ بالجغبوب؛ فأنشأ به قسمًا للبعوث الإسلاميَّة.
والتحق بقسم الدراسات العُليا في الجغبوب في العام نفسه، وتحصَّل على العالية (الماجستير) في الدراسات الإسلاميَّة سنة 1967.
أجيز إجازة عامَّة، وإجازة خاصَّة في الطريقة السنوسيَّة، من الملك: إدريس السنوسيِّ الذي يروي عن والده السيِّد: محمَّد المهديِّ، وهو عن والده السيِّد: محمَّد بن عليٍّ السنوسيِّ رحمهم الله تعالى.
كما أجيز إجازة عامَّة وإجازة خاصَّة في الطريقة وبعض المرويَّات والمؤلَّفات، من السيِّد: أحمد بن إدريس بن السيِّد: محمَّد عابد الشريف السنوسيِّ، الذي يروي عن عمِّه السيِّد: أحمد الشريف السنوسيِّ، وعن السيِّد: إدريس السنوسيِّ.
بعد انقلاب سبتمبر 1969 أُغلق المعهد الدينيُّ بالجغبوب؛ فعُيِّن مديرًا لمدرسة الجغبوب الإعداديَّة.
وفي أواخر السبعينيَّات أقيل من الخدمة في الدولة؛ لِما عُرف عن النظام من عداوته للسنوسيَّة وكلِّ ما يمتُّ إليها بصلة.
واعتُقل أكثر من سبع مرَّات، في مراكز اعتقال مختلفة، ولمدد متفاوتة، بلغت إحداها تسعة أشهر في سجن اجديّدة السياسيِّ بطرابلس، وكانت آخرها سبع سنوات قضاها في سجن بوسليم. وللأسف فإنَّ هذه الملاحقة، وتلك الاعتقالات، حدَّت من الإفادة منه والاستزادة من علمه.
ومنذ خروجه من السجن عام 2002 وهو مقيم بالجغبوب في خدمة الزوَّار وإخوان السنوسيَّة ومحبِّيهم، حيث عُرف بحسن الضيافة، والكرم المنقطع النظير.
أجاز عددًا من إخوانه إجازة عامَّة، وإجازة خاصَّة في الطريقة السنوسيَّة، وبعض مؤلَّفات ابن السنوسيِّ، وأجاز بعضهم إجازة خاصَّة في القرآن الكريم بسنده المتَّصل بابن السنوسيِّ إلى سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفي في الجغبوب ودفن بها يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2021، رحمه الله تعالى وجزاه الله كل خير عن الوطن وأهله.
تأبين قناة ليبيا روحها الوطن للأستاذ محمد نصيب رحمه الله
أعدّت الترجمة بقلم تلميذه: د. أحمد محمد جاد الله.