منهج المدرسة في سياق العصر
كانت المدرسة التقليدية عبارة عن مجتمع أكاديمي عالمي طور العلوم الدينية مثل الشريعة، وعلم الكلام، وأصول الفقه، وتفسير القرآن، والنحو العربي، وعلم الحديث، في حوار مع أكثر العلوم الفلسفية والعلمية والاجتماعية والسياسية تقدمًا في عصرها. تصف هذه الدراسة الموضوعات والكتب المدرسية والتربوية وأهداف المناهج الدراسية للمدرسة التقليدية، والوظائف الاجتماعية التي أعد لها خريجوها، وضروبا أخرى من التعليم الديني الذي كان يكمّلها، كل ذلك في السياق الاجتماعي والفكري للعالم التقليدي الذي ازدهرت فيه. ينظر المؤلف إلى ما كان عليه الحال في تلك العصور، في محاولة لفهم الأسباب التي جعلته على ذلك النحو، خاصة في المجالات التي قد تبدو غريبة أو مختلفة، على أمل أن تكون هذه الدراسة نقطة انطلاق نحو تحليل نقدي للمدرسة التقليدية، بهدف استحضار هذا التقليد وتمكينه من خوض حوار متكامل مع عالمنا اليوم، تمامًا كما كان لعلماء الماضي في حوار مع عصرهم وبيئتهم.